لمعرفة إجابة سؤال هل الجوع من علامات حرق الدهون يجب فهم الكيفية التي يفقد بها الجسم الدهون الزائدة يلجأ الكثير من الناس لتجويع أنفسهم لحرق الدهون وفقدان السعرات الحرارية وإنقاص الوزن، ولكن الشعور بالجوع لا يعني أن جسمك يحرق الدهون ففي حالة عدم تناول ما يكفي من الطعام يحصل الجسم على الطاقة اللازمة من السكر أولاً وليس من مخزون الدهون في الجسم

تؤدي زيادة الوزن أو السمنة إلى مجموعة من المشكلات الصحية وعلى الرغم من توفر العديد من الأنظمة الغذائية المختلفة إلا أن أسلوب الحياة المتوازن والنظام الغذائي المغذي هما مفتاح الحياة الصحية والتحكم بشكل أفضل في الوزن.

يعتقد البعض أن الشعور بالجوع معناه أن الجسم يقوم بحرق الدهون وبالتالي خسارة الوزن الزائد ولكن أكد خبراء التغذية أن الامتناع لفترة طويلة عن تناول الطعام يؤدي لنتيجة عكسية حيث يؤدي إلى زيادة الوزن وليس فقدانه

ما هو الجوع؟

الجوع يبدأ بعصب مبهم يرسل إشارة إلى الدماغ حول مدى امتلاء معدتك أو تفريغها وحول العناصر الغذائية المختلفة الموجودة في الأمعاء.

عندما تشعر بالجوع تكون مستويات العناصر الغذائية الأساسية في دمك مثل الجلوكوز في أدنى مستوياتها، وتبدأ الخلايا الموجودة في معدتك وأمعائك في إنتاج هرمون الجريلين وهو هرمون يثير الشعور بالجوع.

يحدث قرقرة معدتك والتي تسمى "borborygmus" عندما تكون فارغة لمدة ساعتين وتبدأ في الانقباض واستهلاك الطعام المتبقي في الأمعاء. 

عندما تصل الإشارة إلى عقلك فإنها تزيد من اندفاعك وتقلل من قدرتك على التركيز على القرارات طويلة المدى مما يجعل الطعام أولويتك الأولى.

على الرغم من أن جهازك الهضمي يحفز الشعور بالجوع فإن عقلك هو المسؤول عن هذه العملية حيث يلتقط الإشارة من المعدة ويخبرك أن الوقت قد حان لتناول الطعام

هل الجوع من علامات حرق الدهون؟

بعد معرفة المعلومات السابقة يمكن الإجابة عن سؤال هل الجوع من علامات حرق الدهون؟ يمكن التوصل إلى استنتاج مفاده أن الجوع ليس له علاقة كبيرة بعملية حرق الدهون ولكن يشير الجوع إلى استنفاذ الجسم للطاقة والعناصر الغذائية وليس أن جسمك بدأ في حرق الدهون التي يخزنها، علاوة على ذلك فإن الجوع طويل الأمد الناجم عن التقييد الشديد في السعرات الحرارية هو مؤشر على الجوع الذي لن يؤدي إلا إلى إبطاء عملية التمثيل الغذائي وأحياناً يشعر الشخص بالجوع حتى أثناء الامتلاء مما يؤدي إلى تراكم الطاقة على شكل دهون.

متى يتوقف الجسم عن حرق الدهون في اليوم؟

يعاني الكثيرين من توقف الجسم عن حرق الدهون أثناء اتباع حمية غذائية لفقدان الوزن والتخلص من الدهون الزائدة ومن أهم أسباب توقف الجسم عن حرق الدهون ما يلي:

• تناول وجبة واحدة لفقدان الوزن طوال اليوم: يلجأ بعض الأشخاص لتناول وجبة طعام واحدة في اليوم ظناً منهم أن هذه الطريقة تؤدي لسرعة فقدان الوزن ولكن هذه الطريقة تسبب قلة مستوى حرق الدهون الزائدة في الجسم ولذلك من الأفضل تناول وجبات صغيرة كل 3 أو 4 ساعات على مدار اليوم لزيادة معدل حرق الدهون
• مشاكل الغدة الدرقية: الخلل في الغدة الدرقية وتحديداً قصور نشاط الغدة الدرقية يقلل التمثيل الغذائي وبالتالي تقل نسبة حرق الدهون مما يساهم في زيادة الوزن
• تخلص الجسم من الماء أولاً: يقوم الجسم بحرق مادة الغلايكوجين وهي نوع من أنواع الكربوهيدرات والتي تتكون بشكل أساسي من الماء ولذلك يشعر الشخص بفقدان الوزن بشكل مؤقت ولكن يعود الجسم لتخزين الغلايكوجين سريعاً مما يؤدي لزيادة الوزن مرة أخرى
• قلة نسبة البروتين في السعرات الحرارية: البروتين يحفز الجسم على فقدان الوزن وهذا يعني أن قلة نسبة البروتين في السعرات الحرارية تسبب توقف الجسم عن حرق الدهون

متى يبدأ الجسم في حرق الدهون؟

في حالة ممارسة أي نشاط بدني يحتاج جسمك إلى حرق السعرات الحرارية للحصول على الطاقة وتأتي هذه السعرات الحرارية من مجموعة متنوعة من المصادر بما في ذلك الجليكوجين - وهو شكل من أشكال السكر المخزن في أنسجة العضلات - ودهون الجسم أو حتى بروتين العضلات، وعندما تبدأ التمرين يستخدم جسمك في الأساس الطاقة من مخازن الجليكوجين وبعد حوالي 20 دقيقة يبدأ الجسم في استخدام الدهون المخزنة أكثر من الجليكوجين

عندما تكون معدتك ممتلئة يرسل الجسم إشارات حتى يطلق البنكرياس الأنسولين وبعد ذلك يرافق الأنسولين الجلوكوز إلى الخلايا ويؤدي في النهاية إلى تخزين الجسم للطاقة الزائدة على شكل دهون، بعد تناول الطعام سيبدأ جسمك في حرق الدهون بعد حوالي 12 ساعة من آخر وجبة لك هذه هي المدة التي ستستمر فيها مستويات الجليكوجين والسكر في الدم قبل أن يضطر التمثيل الغذائي إلى البحث عن الطاقة من أماكن أخرى.

ما هي علامات فقدان الوزن؟

فيما يلي بعض العوامل التي تشير إلى أنك تسير في اتجاه جيد لحرق الدهون وفقدان الوزن الزائد:

• الشعور بالشبع بشكل أسرع: إذا كنت تفقد الوزن لأنك غيرت نظامك الغذائي ليشمل المزيد من البروتينات وعدد أقل من الكربوهيدرات والدهون فقد تلاحظ أنك تشعر بالشبع بشكل أسرع.

ذلك لأن الأحماض الأمينية في البروتين الغذائي ترسل إشارة رضا إلى دماغك وهذه الإشارة لا تُرسل عن طريق تناول نفس العدد من السعرات الحرارية في الدهون أو الكربوهيدرات.

• يتحسن إحساسك بالرفاهية: يمكن أن يؤدي فقدان الوزن إلى تحسن شامل في صحتك النفسية.

في أحد الدراسات أفاد الأشخاص الذين كانوا يحاولون إنقاص الوزن أنهم شعروا بمزيد من الحيوية والمزيد من ضبط النفس واكتئاب أقل وقلق أقل مما شعروا به قبل فقدان الوزن.

• الملابس أصبحت مناسبة للجسم
• وجود تغييرات في القوة العضلية: قد يستغرق الأمر بعض الوقت - عادة أسابيع أو شهور - لبناء القوة العضلية وستعتمد مدى سرعة رؤيتك للتغييرات على جسمك ونوع التمرين الذي أدخلته في خطتك لفقدان الوزن
• يتحسن ألمك المزمن: يمكن أن يساعد فقدان الوزن في تقليل الألم خاصة في المناطق التي تحمل الوزن في الجسم مثل أسفل الساقين وأسفل الظهر.
• ضغط دمك ينخفض: يمكن أن يكون لزيادة الوزن تأثير سلبي على ضغط الدم مما يجعلك عرضة للسكتات الدماغية والنوبات القلبية.

تتمثل إحدى طرق خفض ضغط الدم في إنقاص الوزن باتباع نظام غذائي صحي ومزيد من الحركة، وإذا كنت تفقد الوزن فأنت بذلك تقلل الضغط الواقع على قلبك وتبدأ في إعادة ضغط الدم إلى المستوى الطبيعي.

الختام

عادة ما يكون الجوع انعكاسًا على أن جسمك قد استهلك الطاقة من الطعام الذي تناولته مؤخرًا وانتقل إلى استعادة الطاقة من السكر في الدم

يخزن الجسم السكريات على شكل جليكوجين والذي يفرزه عندما تشعر بالجوع وكلما زادت كمية السكريات التي تتناولها زادت الطاقة التي يحتاجها جسمك قبل أن يصل إلى مخازن الدهون حيث يتم تخزين أي كربوهيدرات تتناولها كسكر في جسمك، وإذا لم يكن لدى جسمك ما يكفي من السكر لتزويده بالطاقة التي يحتاجها فإنه يبدأ في حرق الدهون عندما تكون جائعًا بدلاً من ذلك، ويقلل خفض تناول الكربوهيدرات من كمية السكر المخزنة في جسمك مما يشجع جسمك على حرق الدهون عندما تكون جائعًا.

إذا أراد الشخص إنقاص الوزن فهناك العديد من العوامل التي يجب مراعاتها مثل العمر والجنس والنظام الغذائي ومستوى النشاط والظروف الصحية.

وجد المتخصصون في مجال الصحة أن تقليل السعرات الحرارية وممارسة الرياضة وتناول نظام غذائي صحي ومتوازن والحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يساعد الناس على إنقاص الوزن.

في بعض الحالات يحتاج بعض الأشخاص للتدخل الجراحي لإنقاص الوزن ويجب على الشخص مراجعة الطبيب المختص قبل تغيير نظامه الغذائي وممارسة التمارين الرياضية الروتينية.